الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

اللامذهبية أخطر بدعة تهدد تاريخ الشريعة الإسلامية ، محمد سعيد رمضان البوطي

يملك والدي هذا الكتيب سنة 1971 م ، وهو من تأليف المرحوم محمد سعيد البوطي وكان والدي عليه رحمة الله يدرس في دمشق ويملك عدة كتب كانت مقررة له في دراسته بسوريا ،

" الكتاب عبارة عن رد على رسالة لأحد مشايخ الوهابية ينكر فيها المذاهب الفقهية ويشنع على الأئمة الأربعة وهو المعصومي الخجندي، فرد عليه الإمام البوطي بكتابه هذا لمَّا كثر اللغط حول اللامذهبية وكثر اتباع الناس لدعوات الوهابية.
وجاء رد الإمام البوطي في الكتاب قيم جداً موضوعي يناقش الخجندي بالأدلة العلمية ويبين له (بالذوق) خطأ نقله عن العلماء وكذبه في النقل عنهم وبتره لكلامهم للاستشهاد بصواب معتقده تضليلاً للآخرين، وجاء من الكتب التي نقل عنها الخجندي بضد ما أتى به، وناقشه بالأدلة التاريخية والعلمية الرصينة على أخطاء جمة في رسالته.
فبعد ذلك الكتاب طلب ناصر الألباني مقابلة الإمام البوطي ومناقشته في كتابه ذلك، وقد حدث ويقول الإمام البوطي أن جل رد الألباني كان في استعظام اسم الكتاب "اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية" وكانت في تخطئة الإمام البوطي في فهمه لكلام الخجندي وأن الخجندي لا يقصد التشنيع على الأئمة ولا تكفير الآخذ بفقههم! وأنه كان على الإمام البوطي أن يؤول كلام الخجندي ويحمله محملاً حسناً
ولو اعتبر الوهابية هذه القاعدة في كلام ابن العربي وجلال الدين الرومي وأولوا كلامهم وحملوه محملاً حسناً كما يريدون فعل ذلك مع الخجندي لما كفروهم وبدعوهم إنما مثل هذه القواعد تطبق على الوهابية حصراً لا غيرهم فهم لا يخطئون وإن أخطئوا فيجب حمل كلامهم محملاً حسناً!
بالإضافة إلى أن والد الإمام البوطي العلامة ملا رمضان كان حاضراً تلك المناقشة مؤيداً للإمام البوطي، فلما انتهى النقاش أذاع الألباني أن الإمام ملا رمضان كان مؤيداً له!! ففي ضمن كتاب "اللامذهبية أخطر بدعة" نشر الإمام البوطي إقرار لوالده بتأييده لكتابه وعدم تأييد الألباني ألبتة.
ثم بعد ذلك قام الألباني ومحمود مهدي الاستانبولي وخير الدين الوانلي بتأليف كتاب المذهبية المتعصبة هي البدعة ووضعوا اسم محمد عيد عباسي عليه كمؤلفه والكتاب كله سب وشتم وإهانة وتفسيق وتكفير للإمام البوطي رحمة الله عليه، دون أن يشتمل على أي رد علمي موضوعي على أطروحات الإمام البوطي في كتابه.
وقام الإمام البوطي بالرد على كتابهم في تعليق على الطبعة الثانية لكتابه "اللامذهبية أخطر بدعة" وقد توقعت أن يقول الإمام البوطي ولو حسبنا الله ونعم الوكيل على كم السباب الهائل، لكني ذُهلت حين وجدته يقول إن كنت مستحقاُ لهذه الشتائم فأسأل الله أن يصلحني ويهديني وإن كنت لا أستحقها فإني أسأل الله أن يعفو عن قائليها وأن لا يجعل في قلبي ضغينة تجاههم!
المهم أن كتاب الإمام البوطي رائع جداً مفيد في أدب الحوار والمناظرة، يبين مدى جهل وغباء وكذب وتدليس الوهابية فحين تأتيهم بدليل لا يفهموه، وإن فهموه يفهموه بصورة عكسية، أو يؤولوه ليوافق هواهم، أو يبتروه ويحرفوه، أو يضربوا به عرض الحائط ويخترعوا دليلاً من عندهم وينسبوه لأي عالم كان من علماء السلف!
والأهم أنه يرُد على بعض ضلالاتهم العلمية والفقهية والمنهجية، ويرد على بدعة اللامذهبية " المصدر